إدارة الشئون الفنية
الإحسان إلى الجيران والصبر على أذاهم

الإحسان إلى الجيران والصبر على أذاهم

05 نوفمبر 2021

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 30 من ربيع الأول 1443هـ - الموافق 5/ 11/2021م

الإِحْسَانُ إِلَى الجِيرَانِ وَالصَّبْرُ عَلَى أَذَاهُمْ

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[ [آل عمران:102].

أَمَّا بَعْدُ:

فَلَقَدْ جَاءَ هَذَا الدِّينُ بِكُلِّ خُلُقٍ جَمِيلٍ، وَأَمَرَ بِكُلِّ أَدَبٍ جَلِيلٍ، فَدِينُنَا دِينٌ عَظِيمٌ حَوَى المَحَاسِنَ كُلَّهَا، وَالفَضَائِلَ جَمِيعَهَا، وَمِنْ هَذِهِ الأَخْلَاقِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا وَحَثَّ عَلَى العَمَلِ بِهَا؛ حُقُوقُ الجَارِ عَلَى جَارِهِ؛ فَقَدْ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِحَقِّ الجَارِ، وَحَثَّ عَلَيْهِ نَبِيُّنَا المُخْتَارُ r، قَالَ تَعَالَى: ﱡ ﭐ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا [النساء: ٣٦]، وَتَكَاثَرَتْ فِي ذَلِكَ الوَصَايَا وَالأَحَادِيثُ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. بَلْ إِنَّ إِحْسَانَكَ إِلَى جَارِكَ مِقْيَاسٌ لِخَيْرِيَّتِكَ عَنْدَ رَبِّكَ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ r أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]، وَالإِحْسَانُ إِلَى الجِيرَانِ مِنْ أَسْبَابِ زِيَادَةِ العُمُرِ وَانْتِشَارِ الخَيْرِ فِي البُلْدَانِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ لَهَا :«إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الخُلُقِ وَحُسْنُ الجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَارِ».[رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].

عِبَادَ اللهِ:

وَالإِحْسَانُ إِلَى الجِيرَانِ لَهُ صُوَرٌ كَثِيرَةٌ، فَمِنْهَا: الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ، وَغَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَتَبَادُلُ الهَدَايَا، وَتَفَقُّدُ الأَحْوَالِ، وَالسُّؤَالُ عَنِ المَرْضَى، وَالدُّعَاءُ لَهُمْ، وَالسَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَإِعَانَةُ مُحْتَاجِهِمْ، وَلَا فَرْقَ فِي هَذِهِ الحُقُوقِ بَيْنَ جِيرَانِكَ مِنْ أَبْنَاءِ بَلَدِكَ أَوْ مَنْ هُمْ ضُيُوفٌ عَلَيْهَا مِنَ المُغْتَرِبِينَ وَالمُقِيمِينَ، فَكُلٌّ لَهُ حَقُّهُ مِنَ الإِحْسَانِ، وَكُلٌّ تَحْرُمُ أَذِيَّتُهُ وَبَخْسُهُ حَقَّهُ.

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى جُمْلَةٍ مِنْ هَذِهِ الحُقُوقِ: مَا جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ». [رَوَاهُ الحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ]، فَكَيْفَ بِمَنْ يَعْلَمُ عَنْ جَارِهِ الحَاجَةَ فَيَمْنَعُ عَنْهُ خَيْرَهُ وَلَا يُعِينُهُ ؟!؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ! سَلْ هَذَا لِمَ أَغْلَقَ عَنِّي بَابَهُ، وَمَنَعَنِي فَضْلَهُ؟». [رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ]. وَلِذَلِكَ أَمَرَ r بِالإِحْسَانِ إِلَى الجَارِ وَالإِهْدَاءِ لَهُ، وَلَوْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؛ تَقْرِيبًا لِلْقُلُوبِ، وَجَمْعًا لَهَا عَلَى الخَيْرِ؛ فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ t قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي r أَوْصَانِي: «إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ :«يَا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ! لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ». [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. وَالفِرْسِنُ: عَظْمٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ. وَكُلَّمَا كَانَ الجَارُ أَقْرَبَ كَانَ حَقُّهُ أَعْظَمَ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا». [رَوَاهُ البُخَارِيُّ].

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:

احْذَرُوا أَشَدَّ الحَذَرِ مِنْ إِيذَاءِ الجَارِ بَالقَوْلِ وَالفِعْلِ، فَهُوَ مِنَ المُحَرَّمَاتِ العِظَامِ، وَالآثَامِ الجِسَامِ؛ فَأَذِيَّةُ الجَارِ لَيْسَتْ مِنْ أَفْعَالِ أَهْلِ الإِيمَانِ، بَلْ هِيَ مِنْ أَسْبَابِ دُخُولِ النِّيرَانِ؛ فَعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ t أَنَّ: النَّبِيَّ r قَالَ:«وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ! وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ! وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ! ». قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ :«الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». أَيْ: ظُلْمَهُ وَشَرَّهُ. [رَوَاهُ البُخَارِيُّ]، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ :«لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوائِقَهُ». [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَهَذِهِ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا فَدَخَلَتِ النَّارَ، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t [ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]، فَكَيْفَ بِمَنْ يُؤْذِي جَارَهُ بِلِسَانِهِ وَأَفْعَالِهِ وَظُنُونِهِ وَأَكَاذِيبِهِ، وَيَنْشُرُ خَبَرَهُ وَيَفْضَحُ سِتْرَهُ؟!

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ مِنَ الجِيرَانِ مَنْ يَكُونُ مِحْنَةً وَبَلَاءً، وَهَمًّا وَشَقَاءً؛ لِذَلِكَ جَاءَ الشَّرْعُ بِالأَمْرِ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْ جَارِ السُّوءِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ المُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ البَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ» [رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]. وَلْيَعْلَمْ مَنْ يُؤْذِي جَارَهُ وَلَا يَتُوبُ أَنَّهُ فِي غَضَبٍ مِنَ اللهِ وَسَخَطٍ مِنَ النَّاسِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ r يَشْكُو جَارَهُ، فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاصْبِرْ»، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ». فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ: فَعَلَ اللهُ بِهِ، وَفَعَلَ، وَفَعَلَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ، لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ  [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].

فَأَذِيَّةُ الجَارِ مِنْ أَسْبَابِ الهَلَاكِ؛ قَالَ ثَوْبَانُ t: «مَا مِنْ رَجُلَيْنِ يَتَصَارَمَانِ [أَيْ: يَتَهَاجَرَانِ] فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَيَهْلِكُ أَحَدُهُمَا، فَمَاتَا وَهُمَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ المُصَارَمَةِ، إِلَّا هَلَكَا جَمِيعًا، وَمَا مِنْ جَارٍ يَظْلِمُ جَارَهُ وَيَقْهَرُهُ، حَتَّى يَحْمِلَهُ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِهِ، إِلَّا هَلَكَ» [رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ المُفْرَدِ]. وَعَلَى المُبْتَلَى أَنْ يُقَابِلَ الإِسَاءَةَ بِالإِحْسَانِ، وَيَصْبِرَ عَلَى أَذَى الجِيرَانِ؛ فَفِي ذَلِكَ رِضَى الرَّحْمَنِ؛ فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ t: أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ » وَذَكَرَ مِنْهُمْ: «وَالرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الجَارُ يُؤْذِيهِ جِوَارُهُ، فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَكَمَا أَنَّ مِنَ الشَّقَاءِ جَارَ السُّوءِ فَكَذَلِكَ مِنَ السَّعَادَةِ الجَارُ الصَّالِحُ؛ فَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالمَسْكَنُ الوَاسِعُ، وَالجَارُ الصَّالِحُ، وَالمَرْكَبُ الهَنِيءُ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: الجَارُ السُّوءُ، وَالمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالمَسْكَنُ الضَّيِّقُ، وَالمَرْكَبُ السُّوءُ» [رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ]. فَكُنْ يَا عَبْدَ اللهِ جَارًا صَالِحًا، تُحْسِنُ وَلَا تُسِيءُ، وَتَفْعَلُ الخَيْرَ وَتَكُفُّ الشَّرَّ؛ فَمَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ جِيرَانُهُ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الإِحْسَانِ؛ فَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَتَى أَكُونُ مُحْسِنًا ؟ قَالَ: «إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: أَنْتَ مُحْسِنٌ؛ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِذَا قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيءٌ؛ فَأَنْتَ مُسِيءٌ» [رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ].

وَمَنْ شَهِدَ لَهُ جِيرَانُهُ بِالخَيْرِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ ذَنْبَهُ وَسَتَرَ عَيْبَهُ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَتِهِ الأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ إِلَّا خَيْرًا، إِلَّا قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» [رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ].

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا  لِمَحَبَّتِهِ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَكْرِمْنَا بِشَفَاعَتِهِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِينَ، اللَّهُــمَّ أَغِـثْ قُـــلُوبَنَا بِالإِيمَانِ وَالْيَقِينِ، وَبِلَادَنَا بِالأَمْطَارِ النَّافِعَةِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني